29‏/12‏/2011

ودمـــــــــــع

ودمـــــــــــع




في صمت ،
وبين الدمعاتِ المُنسكِبة ،
تنزلُ رويداً رويداً ،
تُشاغِلها لهفةٌ تنزف
وقطعٌ في الوريد...
والنِّسيانُ شماعة
نعلقُ عليها ماضينا
فنصبحُ قد تناسينا
والوخزُ في القلب
يذكرنا ...
أين الشماعة ؟؟ ...
لا وجُود لها ...
تَركناها في مدينةً
تُدعى الأَحزان ...


رحلــةُ أســـرار



رحلــةُ أســـرار




ذهبتُ أطلبُ ودَّ البحر
فإذا بي أحبهُ وحده
ويحبُ سوايَ ألفَ ألف
وإنما يعدل بيننا
فما زادَ من محبةِ أحدِنا على الآخر
 

ما أعدله

راودَتني إحدى الألسنِ فيه
والممتدَّه إلى وسطِ حلقِه
فمشَيتُ عليه أعرِضُ زيَّ العاشِقَة
وجلستُ في آخرِه
أُنادي أسماكَهُ علَّها تأتي للشهادة



أمواجُه صافِية
ومزاجُهُ رائِق
ونفسي الأمارةُ بالعشق
إنتهزتِ الفُرصة فعَرَضتْ عليهِ أمري
فقالت :

أيا عشيقَ الطفولةِ والصِّبا
ومُحتضِني حين أُريدُ الهَرَب


يا كاتمَ أسرارِ المحبين
ودافنَ الكنوزِ والذَّهب

يا من حملتَ موسى عليه السلامُ نبياً
وأتَى اإليك ذا النونِ حين عضِب

أتقدمُ إليكَ بشكوى ألهَبَت فؤادي
وأحرقَت العينينِ جمراً من التَّعب
((
قد حادثني يوماً من جانبِ مالحِ مياهِك
وقال غمستُ أنفاسي لكِ زيتٌ وزعتر


وتركتُها في رئتي البحرِ
بين اكياس فُقَّاعاتِه


شَهَقَها إليهِ وما أخرجها
وعاهَدَني أن يزفُرها في رئتيكِ
))

فهلا نفَثتَها في صَدري يا بحر
فأترُك له بينَ اكياسِ رئتيك أنفاسي



في 241211 الساعة 5.30 مساءاً



28‏/12‏/2011

سيـــــدي



سيـــــــــــــــدي

*****

*****

سيدي ...
قد كنت لي خصلات القمر في طريق حالك السواد
ونجمة قطبية في بحر هائج ضيعه والبوصلة
وانفاس فجر بدد الليل في سويعات
ومسافرا جد في المسير إلي
فبان على قدميه غبار الطريق
فلا تسبقني بموتك وابق معي لآخر رمق
معا نحن السماء المرصعه بالدرر

في 26/02/2011 الساعة 1:50



حكاية دمعه

حكاية دمعة
*****

وتجلس الدمعة الثكلى ... تنوح على الأوتار تنتحبُ
تقول قد عدت وعادني ... ما يشبه الوقت يرتحلُ
بين الفيافي تُشعلني ... وبين البيضِ والمقلُ
يا لته لم يأتِ ، تقولها ... فقد خانه الوقت و الزمنُ
يعود لحضن صحراءٍ ... لترويه العطشَ والوهنُ
وتعود هي لزاويةٍ ... يكسوها الغياب والمللُ
رميتها السحر بتعويذةٍ ... علها من حبه تنصهرُ
فزادها السحر عشقا ... و في بحاره الغرقُ
اناظرها وقد اهديتها ... دمعي ، والأعماق تشتعلُ
علَ الأيام تداويهـــــا ... وتنسيها ذلك المسلمُ الوجلُ
فالطريق قد سُدَتْ بمرساةٍ ... حُبلَى بالآهات والتعبُ
وتلقي النظر الأخير الى ... مسيرٍ بالأشواك مزدحمُ
كان جميلا بالآلام فقد ... كان هو الحب والصحبُ
هنا انتهت حكايتنا ... والزمان هنـــا.. وتبتسمُ
وتبتسمُ :)


صـــراع



صـــــــــراع




وانازع نفسي وتنازعني ، كطفلة شاردة هاربة من دفئ المدفأة ، تحتمي بين ذراعي صدره الدافئ اكثر ...
احاول الإمساك بيدها وجرها الي ، لكنها تفلت يدي بكل قوة وعنفوان ، وتعود تركض في مضماره ... نقظة الوصول هي قلبه ...
تبكي في ركضها ، احسبها تخاف ان يصل قبلها احد ، فأعود الى شطر الطريق عليها ، وأحملها تحت ذراعي بقسوه ..
بعينان حمراوان تتأجج ، في داخلهما نيران من الشفقه المطبقة عليها ، اريد ضربها واحتضانها بلهفه ، اريد اسالة دمائها وتضميد جروحها بيدي ، اريد ان البسها اكليل الياسمين ، واخنقها به علها تتوب عنه ...
ولكنها في غفلة مني ، وامام لمعان يسري في عينه بصمت ، تعض يدي وتركض مسرعة في مضماره اليه ...
فأقع جاثية على ركبتي ان عودي ، ويعلو صوت بكائي حتى تكاد تفارقني اخر نجمات الحياة ..
فتتوقف فجأة ، تنظر الي وعيناها لا يزال فيهما لمعة الإصرار التي بيدي زرعتها فيها ، وتلتفت اليه برهة ... ينظر اليها .. لا يزال صامتا .. فتستجدي منه ان دُلني على المضمار فما عاد واضح المعالم ،
لا يزال صامتا ... هادئا مستكينا ... تتقدم إليه خطوه .. وتلتفت الي عائدة تركض بين ذراعي .. فأضمها بشوق الأم الى رضيعها ..
حسبتها قد اشفقت على ضعفي ... لكني لازلت ارى في عينيها وميضاً .. البسها بيدي اكليل الياسمين .. واضع بين يديها اكليلاً ،
اقبلها ، والف بجسدها كله حيث المضمار لا يزال واضحاً امامي ، واربت على كتفها ان عودي حيث هناك الدفئ فما عاد لدي سوى ثلوج بيضاء منذ ذلك الشتاء القاسي ... وبعض من هدير الحمائم البريه ... وبضعٌ من همساتِه .. احبك ...

20‏/12‏/2011

حالةٌ مِن الطرحِ النَّجمِي



حالةٌ مِن الطرحِ النَّجمِي






لفيفٌ من الأوراقِ التي تساقَطت من إحدى الأَشجارِ ، في  ذلك الشارعِ الذي يربطُ بين مكان عمَلي والعالم ...
أوراقٌ صفراء يابسة ، يُحرِّكُها الهواءُ فيتلاعبُ بجاذبيةِ الأرضِ لها ، ليعيُدَها إلى الأرضِ تارة والى مداراته تارةً أُخرى ، تعبثُ بِها  جُزيئاتُه فتتغلغلُ من خلالِ تِلك الثُّقوبِ التي تَحملها .

توَقفَت قدمايَ عِند هذا المنظَر ، إعصارٌ بسيطٌ جدا ، مكونٌ من الأوراقِ والهواء ، في بادئِ الأمرِ اشفقتُ على  تِلك الأَوراقِ اليابِسة  كيف تقاذفَتها أمواجُ الهواء ... ولكِنني ما لبثتُ بُرهةً حتى حسدتُها على طيرانِها وتحليقِها، وربَّما أيضاً حسدتُها حينَ صارَ الهواءُ يأخذُ بعضاً من جزيئاتِها معَه ...


شيءٌ ما جعلنَي استيقظُ على احتواءِ الهواءِ والأوراقِ لي ، وأخذي على جناحِ الطيفِ إلى حيثُ لا جاذبية ... ولا مدارات ... ربما هو صوتُ همسِ العصافير ، أو صفيرِ الرياح المنسابةِ برقةٍ على وجنَتي ْ.
قدمانِ حُرَّتان تلوحان  ... لا ارتِكاز ...
وقلبٌ بدأ ينبضُ مسرِعاً خائفاً حينَ رأى نفسهُ عائماً بين ذراتِ الهواء ...
وعينينِ تدمعانِ خوفاً حينَ ألقَت النظَر إلى الأَسفل ...حيث مايزال الجسد متسمراً في مكانه ...

لكنْ سرعانَ ما بدَّدت كل هذا ابتسامة ، ٌخرجَت من الروح ، فدغدغ الهواءُ خاصِرتي بورقة ليُخرج تِلك القَهقَهةِ المجنونة ،
ورفعَ ذراعاي يريدُ مِنهما الإنطِلاق ... هنا لا يوجدُ وزن للأَشياء ... نظرةٌ واحدةٌ اليها تكفي كي تأتيني تركض وتستقر في راحتيّ ... 


من الأَعلى كل الأشياءِ صغيرة ، والشجر الأخضر يلتصقُ بالأرضِ ، وكأنَّه يُجَالسُ الشَّوارِعَ والنَّاس والسياراتِ ، يَفتعلُ الحركَة معَ نسماتِ الهواء ، كي يداعب أحد المارة  العابسين ، فيسقط إحدى أوراقه فوق رأسه علهُ يَبتسم  .

وطفل يشاكسُ قطة ، فتحاول اخافته بمُوائها الشديدِ وانيابِها الحادَّه ، فيخاف قليلاً ويتراجع ، ولكنَّه  لا يتوبُ فيعودُ إليها ،

هناك على ناصية الشارع متزوجانِ  يتشاجران - عرفت ذلك من الخاتمينِ في اصبعيهما - يلتفّ كلٌّ منهما بوجههِ عن الآخر ، والإلتفاف موجع للرقبه ، فيبدآن باختلاسِ النظرِ الى بعضِهِما ، وتفتعلُ هي وضعَ يدِها في حقيبتِها ، الملاصقة لهُ كي تلامس ذراعه ، وخفقان قلبيهما يصل صوته عبر جزيئات الهواء إلي، هو يبتسم وهو ينظر الى الجهة المعاكسة ، لكنه يعيد العبوسَ كي ينظر اليها ووجهه يأبى إلا ان يبتسم .
 
 
 
وبائعٌ متجولٌ يقطُرُ جبِينُهُ عرقاً ، وقد بانت تجاعيد وجهِه ، يجرُّ عربتَة التي تمتلأ بالفُستُقِ والمكسَّرات ، ويمرُّ بسيارةٍ فارهةِ الفَخامة متوقفة عند الرَّصيف ، فيمتدُّ رأسُه إلى سائِقِها يعرِضُ عليه شراءَ بعضِ الفستقِ المحمص على الفحم ، ولكن السائق أومأ له بالرَّفض ، فيفتعلُ الصغيرُ المدللُ ذو الثلاثِ أو الأربعِ سنوات ، والجالس في الكرسي الخلفي البكاء ، متمتماً ببضعِ كلماتٍ يطلب بها الشراء ، ترتسمُ على وجه البائع ابتسامةٌ ذات حنان ، ويمد يده الى الصغير بكيسِ الفستقِ ويمضي ، لكن السائق ينزل مُسرعاً الى البائعِ يشكرُ لهُ صنيعهُ ، ويتعذَّرُ بعادةِ الأطفالِ في أنهُم لا يرونَ شيئاً الا وأرادوه ، ثم يضع في يده ورقةً نقدية ، ويلتف عائداً تاركاً البائعَ وقَد بَرُقت أساريرُ وجهِهِ رافعاً رأسهُ إلى السماءِ شاكراً الرزاق الكريم .

(( فرسمُ إبتسامةٍ على وجهِ طفلٍ لها لذةُ طعمِ العسلِ المصفَّى ، الخارجِ لتوهِ من بيوت النحل ))

أعيد النَّظر إلى ذلِك الجسدِ المتسمِّر هُناك ، أسمعُه يُناديني و قَلبي ينبضُ مشتاقاً إليه ، ولكنَّني لازلت أريدُ الإبحار ، وهو يشُدني لا يريدُ منِّي الإبتِعاد ، إِشتاقَنِي - ويحي مِنك يا سيدي كم اشتاقُك - بلهفةٍ اعودُ إليهِ وأنا احدث نفسي قائلة... سأعيد الكرة مرةً اخرى .

في 191211 الساعة 3.30 عصراً


11‏/12‏/2011

بَــوحُ أَسـْـرار



بَــوحُ أَسـْـرار


 

أَأبوحُ لك بسرٍّ سيدي ؟ ...
الناسُ صِنفان ...
صنفٌ مثلُك ..
وصنفٌ مثلَهُم ...
***
أَأبوحُ لك بسرٍّ سيدي ؟...
حين أُنشدُ
نشيدَ وطني ...
أراهُ في عَينَيك ... 
وعلى صدرِك خارطَتُه ...
وبينَ يديكَ اشياؤُه ...
***
أَأبوحُ لك بسر سيدي ؟ ...
يا سيدي؟ ...
في حقولِ القمحِ الذهبية ...
هُناك ...
كنتُ بينَ يديك بِذرَة ...
تحملُ من شفتيكَ قُبلة ...
وبِأنامِلِك بَذرتَني ...
بينَ حباتٍ من ترابٍ يا قوتِيْ ...
فجنَّ عليَّ ليلٌ طويل ...
وأطلَّت عليَّ شمسٌ ..
أحسبُها غادرَتني في ثوان ...
وثم أطلت ! ...
فصَارَ ذهبُ أرضِك ...
يُحاكي خُيوطُها بل يُسابِقه ...
***
أَأبوحُ لكَ بسرٍّ سَيِّدي ؟ ...
الأَحبةُ في العَالم ...
كَحديقةِ يا سَمين ...
إن مررتَ بِها ...
أَطلقَتْ عِطْرَها ...
في عنانِ السَّماء ...
فداعَبتْك الرَّغبة ...
في الجلوسِ بِجِواِرها ...
**
وكَشَقائِق النُّعمان ...
تمتَشِق ساقَها ...
فتُبهِجُ الرَّبيع ...
وتَسحرُك ...
فَتَشتَهي الوُقوف ...
والتَّأمُّل بِتِيجانِها ...
لكنَّها تَموت ...
فَورَ خُروجِها من أرضِها ...
**
وكشَجرةِ صُنوبَر بِلادِي ...
تُعانِقُ السَّماءَ بأذرُعِها ...
وتَشقُّ السَّحابَ المارَّ بِها ...
فتهيِّج نفسَك للإستلقاءِ بظلِّها ...
***
وحُبنا يا سيِّدي ...
هو السرُّ الَأعظَم ...
والأَكبَر ...
هو كأنَا وأَنت ...
ليسَ ياسمِينا ...
وليسَ شقِيقاً ...
وليسَ شجرةَ صُنَوبَر ...
حُبنا هو مسكُ الملائِكَة ...
ودَندَنَةُ الفُصولِ الَأربَع ...
وخُلودُ الجِنان ...

فَيُعانقُ العالمَ بِسمائِه الواسِعَة ...
وَيُظلُّ ...
أَرواحَ المُحِبِّين جَميعاً ...


في111210 الساعة 2.30 ليلاً
الصورة للفنانة مايا جرين



03‏/12‏/2011

انتهى التوت

 
 
 
 
إنتهـــى التـــــوت



كم في الكونِ منَ زهرَات ...
تحملُ الكثيرَ منَ الوُرَيقَات ...
كَوُريْقَاتِ التوتِ البرِّي ...
يُحوِّلُ الحُلُمَ إلى نَغَمَات ...
ليسَ السُّكَّرُ في التوتِ ما يميِّزُه...
إنَّما عسلٌ في اللُّب شُهَيْدَات ...
نَأْكُلُ توتاً ونقطعُ ورقَه...
ولازالَ الزهرُ كثِير ...
والإنتظارُ طويل ...
فالنَجِبِ السؤالَ على السُّؤال...
إنتَهتِ الثَّمرَه ...
صَارَتْ عمقاً في الأَعماق ...
وشَهدُها معَ الدِّماءِ إنساق ...

ما عاد الإنتظارُ يُجدِي ...
وصارَ قطعُ الشكِّ باليقينِ فكٌّ للجِدال...
بينَ الزَّهرَةِ والثَّمرَة ...
تحضُرُ أو لا تحضُر ...
قُضِمَتْ الثَّمرةُ وانتَهتْ ...