21‏/04‏/2012

رنين أمل




أمــــل






بين لحظاتٍ من الإنكسارِ اللامتناهي في الوجع ..
وعذابات النفس الأمارة بالهوى ..
وشرودِ الذهنِ الذي يرتقي سُلمَ اللاوعي ..
ودموع العينينِ المالحةِ التي تنزلُ بصمتِ الملائكة ...
ووهن الجسمِ الذي يُلقى على قارعةِ السريرِ كقطعةٍ من القماش لا حول لها ولا قوة ..
تتمتم الشفاهُ بكلماتٍ لا يستطيعُ أحدٌ سماعَها سواه ..


يــــــا رب ...





210412 @ الثريا   





18‏/04‏/2012

حي السبعينيات الجزء الخامس




حي السبعينيات الجزء الخامس



إلتفت نصار الى باب المنزل .. ورفع ظهره المنحني .. محاول طمأنة نفسه قائلا .. سيعود كل شيء كما كان بل افضل ..
طرق البابَ ليفتح له ابو ربيع باب المنزل قائلا حمداً لله على سلامتك يا سيدي ...
هز نصار رأسه .. ومضى .. حيث استقبلته ام سعيد قائلة .. اتشرب فنجاناً من القهوة يا سيدي ام انك يجب ان تصعد غرفتك فترتاح قليلاً ...
نظر إليها نصار صامتاً ... محتاراً ... شارد الذهن .. فهو يرى حركة شفاه ام سعيد فقط ... لكنه يحاول استرداد ذبذبات صوتها بسؤاله عن زوجته ..
طمأنته ام سعيد بأن مرام نائمة الآن في غرفتها ، تحاول نيل قسط من الراحة ..
اتجه نصار الى الطابق العلوي ، ثم طرق باب غرفة مرام ودخل .. صمت مطبق على المكان .. وضع رأسه على صدرها محاولاً اغلاق عينيه عله يدخل في اغمائة يستيقظ بعدها ليجد والده بجانبه .



دخل وقت المغرب .. واستيقظ نصار على همس زوجته بأن ينزل إلى غرفة الطعام كي يأكل ، فهو لم يذق الطعام منذ البارحه .. احضرت ريحانة قدر الحساء كي تسكب منه في صحن نصار ... فرفع نصار عينيه مندهشاً وبدأ يتأمل وجه ريحانه ..
لم تستطع ريحانة الوقوف طويلاً  ، فأصابتها إرتعاشة جعلت من دموعها المختنقة تندفع كشلالاتِ نياجرا ، وخرجت تركض من الغرفة .
التفت نصار الى مرام متسائلا عما يحدث هنا ..
 قالت مرام : لقد سألت ام سعيد ،فقالت ان والد ريحانة قد اضاع ماله وبيته في القمار والخمر، ثم اتفق مع احد الدائنين ان يزوجه ابنته مقابل ان يتنازل عن دينه ، لكنها هربت الى منزل عمي ، فاحتضنها ومنع اي احد من الإقتراب منها ... وبعد وفاة والدها بيع منزلها للدائنين فبقيت في المنزل تعمل ، وتحاول اتمام دراستها .



هز نصار رأسه وهو ينظر إلى صورة والدة المعلقة على الجدار -  وحزن عميق قد زاد في قلبه الوجع -  ثم اخذ الملعقة وسكب لنفسه .
 مسكينة تلك الفتاة .. لقد احبها رائد كثيراً .. لكن والدها رفض تزويجه لها .. فأضاع كل منهما الآخر ،  وهاهي تعود إلى منزلِنا ولكن رائد لم يعد فيه .. كم أُشفق عليها..
اتذكر رائد وهو يتسلل خلف المنزل حافي القدمين ، يحمل حذاءه تحت إبطه ، ويصعد على السلم الخشبي فيتحدثان من فوق الأسوار .. في ساعات الفجر الأولى ، وقبل أن يستيقظ والدُها ،، كان أبي يعلم ،، ويتصنع الجهل بهذا وهو يبتسم ،،،
ابتسمت مرام وهي تقول .. اتذكر حين اتانا السيد نبيل غاضباً ، يطرق الباب بقوة افزعت كل من في المنزل ؟..
وخرج له عمي ، مكفهر الوجه يسأله عن سبب صراخه ، فقال :
احد اولادك يا سيد توفيق وضع حذائه فوق سور منزلي ، فما هذا الإحترام والأدب الذي يقطر منهم؟ ،
حينها صمت عمي وحاول كظم غيظه ، ثم ابتسم قائلاً ، انا اعتذر نيابة عن اولادي ، ولكن ما ادراك انه لأحدهم  ..
-       لقد وجدته على الحائط الذي بيني وبنك .. ولا اظن ان احداً يسكن غيرك هنا ..
فأعاد عمي الإعتذار له ودعاه ليشاركه فنجان قهوه ، وبعد خروج السيد نبيل ، توجه عمي إلى غرفة رائد حيث كان مختبئا يدعي الدراسه ، وأغلق الباب عليهما ...
ضحك نصار حينها وقال نعم .. واخذنا نسترقُ السمع أنا وأنتِ من خلف الباب دون جدوى .. لقد كان صوتهما خافتا جداً .. ورغم محاولاتي مع نصار كي يقول لي ما جرى بينه وبين والدي .. إلا انها كانت كلها تبوء بالفشل ... 



قاطعت ام سعيد نصار وهي تقول : اعتذر يا ولدي ولكن ذلك المحقق كمال والرجل الآخر قد عادا ثانية .
انتصب نصار عن كرسية واقفا ثم خرج من الغرفة متجها الى غرفة الإستقبال مسرعاً ، يتضرع الى الله ان يكون المحقق وصل لشيءٍ ما ..
-       اهلا بك سيدي المحقق ، طمئني هل وصلت الى شيء
-       يبدو ان رائد لم يخرج من الولايات المتحدة الامريكية ابداً ، لأنه إلى الآن لم يتم العثور على اي مشتبه به يحمل اسمه او أياً من صفاته ، وقد احضرت اذنا بالبدئ بالتحقيق وابتداء التفتيش في منزلكم .
-       نعم يا حضرة المحقق ابدأ منذ الآن ارجوك ، نحن بخدمتك
احضرت ريحانه القهوة وقدمتها للمحقق كمال ، كانت يداها ترتجفان وكأنه قد اصابها مرض ما ، فانسكبت القهوة على بنطال المحقق ، الذي انتفض مبتعدا ، فلم يتأذى من القهوة سوى الجزء السفلي من البنطال .
اخذت ريحانة تحاول الإعتذار عما بدر منها وركضت الى المطبخ كي تأتي بما ينظف الأرض ، واما عن المحقق فقد استدرك ما حدث بسرعة قائلا لم يحدث شيء دعونا نكمل ... ناظراً الى الملازم اديب كي يتصل بعناصره الموجودين في الخارج ويأمرهم بالدخول ،
بوجود عناصر الشرطة امام المنزل تبدد الهدوء الذي كان يسكن اروقة حي السبعينيات ودخلت القلاقل الى الأفواه مع انتشار للخبر بسرعة البرق ، وإضافة بعض من التوابل الهندية الحارة عليه طبعاً ،،
طلب المحقق كمال من سكان المنزل الخروج الى الحديقه كي يستطيع التفتيش بهدوء ودون تدخل احد ...
وبين الفينة والفينة كان يستدعي احد افراد المنزل ... كي يبدأ التحقيق معه ..
لم تزد ام سعيد على ما قالته في اول مرة شيئاً ، ولم يتغير كلام ابو ربيع ابدا  ..
حين تمر بحياة الإنسان مأساة ما ... فإنه يعاني امرين .. اما السبات مع اصحاب الكهف سنين ... او العيش في سماء ادريس الرابعه ...
استدعى المحقق كمال ريحانة كي يبدأ الحديث معها ... لكن ريحانة كانت طبول قلبها تقرع ..
حاول المفتش كمال ان يبعث في روحها الطمأنينه لكن دون جدوى ..



قاطعت محاولاته وقالت :
كان السيد توفيق اباً حنونا جداً علي ، بعكس ابي الذي اتيت من نسله ، وحين كنت صغيره كنت احب رائد كثيراً ، وأرى فيه نسخة والده ، وأشم رائحة الحنان الذي غرسه في ابنائه ... وحين كبرنا اتفقنا انا ورائد على الزواج ، ولكم كانت سعادتي حين كانت تمر من امامي ملامح ايامي القادمة في بيت السيد توفيق ، وفي وسط حديقة ازهاره ، إلا ان ابي قتل هذا الحلم في قلبي ، ورفض زواجي برائد رفضاً قطعياً ، ولم يتقبل اي محاولات من السيد توفيق في جمعي بإبنه
في بيتنا يا سيدي يمنع النقاش منعاً باتاً ، وما يقرره ابي هو ما سوف يحدث ... في بيتنا لا وجود لصندوق المقترحات ،  ولكن يوجد الكثير من سلال المهملات ..
في بادئ الأمر كان يتعلل بأنني يجب ان اكمل دراستي واساعد امي .. لكنه انقلب علي بعد وفاة أمي بيومين وكأنه كان ينتظر هذه اللحظه ، فمنعني من الجامعه ، ومن ثم أبرم اتفاقاً على بيعي لرجل يكبرني بكثير مقابل ان يسامحه بما يدين له به ويعطيه مبلغا من المال ،

ولم يكن امامي من حل سوى الهروب الى منزل السيد توفيق ، الذي حماني بعد ان  أن أبلغ المركز الأمني عنه وعن افعاله ، فتحررت من بيته واستضافني السيد توفيق كابنة له ، وبعد اصراري عمِلت عنده كخادمة كي اكمل دراستي ...
يا سيدي ... لزرقة الروح طعم بنكهة الوجع تثقل كفة الميزان ، حين توضع فوق الجسد الضعيف العاري تتزايد حِدَّتها كلما مر بنا الزمن ...
غياب السيد توفيق كسر قلبي على عتبة بيته الرخاميه كجرة فخار تمزقت اشلاءاً ... ونقلني من حلم ورديٍ كنتُ اعيشه إلى كابوس يحدث العمى ..
في ذلك اليوم شرب فنجان قهوته وخرج مبتسماً ينظر الى السماء ويقول انها صافية تناديني ، ويروق لي نداؤها ،،
ثم مر بي وانا اجلس على بوابة المنزل وقال سيعود رائد لقلبك وسيدفن في صدرك ،،
حينها انتابتني القشعريرة ، لكنني ابتسمت وقلت له ستعود للعشاء يا سيدي ؟ ،،، فتبسم في وجهي وأعاد النظر الى السماءِ وخرج ،،، ولم اتوقع غيابه ابداً ، فهو دائما يعود ،،
اجهشت ريحانة بالبكاء ،، لكن المحقق كمال حاول تهدئتها ،، مخرجاً لها ورقةً مجعدة ،، ويقول :
هذه كانت تحت سريرك آنستي !!! ...

يتبع ...
الثريا ... athouraia


10‏/04‏/2012

حي السبعينيات / الجزء الرابع





حي السبعينيات

الجزء الرابع

يدٌ قويةٌ إمتدت لكتفِ نصارِ تهُزُها و تربتُ علَيها ... يدٌ ليسَت بغريبةٍ أبداً ، لطالما كانت تربِتُ على كتِفِه ...لطالَما ضمَّتهُ واحتضنَتهُ ...
زادت ضرباتُ قلبِ نصار حتى أن جدرانَ غرفة المحقق صارت ترددُ صداها ،،
يا إلهي هل أحلُم ، هي تحملُ في البُنصُر خاتما فضياً مزيناً بحجر الزمرد ،، متردد في الإلتفات ،،خائف ،، انه هو ،،
هذا الخاتم الذي كان لعمي الشهيد وقد أهداه له والدي ،، رائحةُ التبغ ،، صوت انفاسِه ،،
أبي ،، اين كنت يا أبي ،،،
جذب السيد توفيق نصار إليه محتضنا اياه بقوة ، وضعا يده اليمنى على رأسه كما كان يضمه في صغره ،
اخذ نصار يردد لأبيه .. اين كنت يا ابي .. اين كنت .. انهم يطاردون رائد ،، وهو لم يفعل شيئا ً ، لم ينطق السيد توفيق ببنت شفه ، اكتفى بالنظر الى ولده وعيناه مغرورقتان بالدموع ، لكن نصار لم يستطع السكوت :
أبي قل لي ما ذا افعل يا أبي ، 


كانت الحروف تخرج من حلق نصار غارقةً بالدماء مع كل كلمه ، فصوته مخنوق لا يكاد يخرج ، يحاول ابتلاع ريقه كثيراً ، يرتجف وكأنه وضع في قالب من الثلح ، يبكي كطفل ولد حديثاً مصدوم بهذا العالم الذي خرج إليه .
أمسك السيد توفيق بكأس من الماء مومئا لنصار برأسه  بأن يشرب ، لكن ما ان مد نصار يده للكأس كي يشرب حتى ارتعشت يده فاندلق الماء على وجهه .
استيقظ نصار ليجد نفسه ممددا على أريكةٍ أمام مكتب المحقق كمال وفوق رأسه يقف الملازم اديب متجهم الوجه يحاول رسم العبوس على على ملامحه، إلا ان هذه الملامح اخترقتها مشاعر الشفقة على هذا الشاب اليافع الذي بدأت احجار قصره بالنزول واحداً تلو الآخر .
وتحت قدميه يقف طبيب المركز الأمني ، اسرع بالكلام ليقول إهدأ يا سيد نصار لقد وقعت وحملك الملازم اديب ووضعك هنا .
بدأ نصار يتلفت يمينا ويساراً يبحث بين وجوه الموجودين عن لمحة أمل تعيدة إلى حضن والده ، لكن دون جدوى ، حينها ايقن انه كان يهذي ، وان اباه كان في خياله فقط .
القى براسه الى ظهر الأريكة الإسفنجي ، يحاول استنشاق الهواء ، ولملمة ما بقي لديه من قوى بعد ان خارت كلها .
وضع المحقق كمال يده على ركبة نصار وهو يقول له : يجب ان نتعاون يا سيد نصار كي نستعيد والدك واخاك
-       اخي بريء يا سيدي المحقق .
-       يجب ان نجده ونثبت هذه البراءه ، ونعيد السيد توفيق الى بيته ، سأحصل على اذن بتفتيش منزلكم ، لأن هذا ما يجب البدئ به ، وانت يجب ان تعود لترتاح قليلاً .
توجه المحقق كمال إلى الملازم أديب وطلب منه ان يعيد نصار الى منزله ، فقد خاف عليه من ان يحدث له شيء في الطريق ، فقد ثقُل حملُه وخارت قواه .
وصل نصار الى البيت ، نزل من سيارة الملازم ووقف امام الباب يحاول رفع يده كي يطرقه ، ولا يزال يعلل النفس ببعض من أمل .
نظر إلى نهاية الشارع ... لا تزال عربة بائع الورد تقف هناك ، بتلك الأزهار التي كانت تزيد الحياة جمالاً .


لقد كنت في السنة الثانية في كلية الهندسه حين نجحت مرام والتحقت بجامعتي ، لكنها اختارت ان تدرس اللغات ، كم هي سعادتي حين ذاك ، وانا امني النفس بأننا سوف نذهب ونعود سوياً .
إنتهى أول فصل في الجامعه ، لم اكن سعيداً فيه فقد بدأت الشجارات تدب بيني وبين مرام ، تلك الفتاة الجميلة اليافعه ، والتي خرجت من عزلة المدارس حديثا ، وقد بدأ شباب الجامعة يحيكون المكائد للإيقاع بقلبها ،
في الفصل الثاني تعمدت وضع جدول المواد التي ادرسها متأخره او متقدمه عنها كثيراً ، وصرت اتعمد الخروج إما باكرا قبل استفاقتها او متأخراً بعد خروجها ، حتى لا اجبر أضطر لمرافقتها ، وارقبها في اوقات فراغي من خلف احدى جدران الجامعه دون ان تعلم خوفا من أن يحاول ايذائها احد أو هكذا كنت اقنع نفسي .
في تلك الجمعه استيقظت على وكز عصاة ابي في اسفل قدمي وهو يقول لي بنبع من حنانٍ في ابتسامته ( استيقظ )
قلت يا أبي اليوم الجمعه ، ولا يزال  الوقت مبكراً جداً .
عاد ابي لوكزي بعصاه ، ثم قال : قم ايها العاشق المتنكر.
قمت جالساً على السرير مشدوهاً ، عرفت ان والدي قد قرأني ( ومن غير الأب يحس بكل نبضة تنبِضُها قلوبُ اولاده )
وقف على نافذة غرفتي المطلة على الشارع وقال : تعال يا ولدي وانظر هناك الى الشارع .. وقل لي ماذا ترى ؟ ..
قمت من سريري كي اقف بجواره .. لا تزال عيناي شبه مغمضه ... لا أرى شيئا يا والدي ..
إغتاظ ابي من اجابتي المتغابية وضرب رأسي بأطراف اصابعه وهو يقول مبتسما ، دقق النظر يا ولد ..
-       ابي لا يوجد سوى عربة بائع الورد ( ابو هشام )
قهقه والدي ثم قال :
يا ولدي .. المرأة كما هي الزهرة .. تخرج من أرضها بلطف .. وتعيش بلطف ... وتموت بلطف ..
بسيطة جداً ... تسلب لبها بزهرة .. وتحيي روحها برشفة ماء ... تقيدها طوال عمرها بأرضك إن وفقت في اختيار سمادها ...
ناعمة كتيجانها ، تدمي قلبك بشوكها إن قسوت عليها .. وإن اهتممت بها ورعيتها جيدا .. أحاطتك طوال عمرك بالعطور والقبل ...
الزهر يا ولدي انواع والوان واشكال .. فالسوسن مثلا فيه الأبيض والأصفر والأسود .. ولكن لكل روح في هذا العالم زهرة تباريها جمالاً وتزيدها اكتمالاً ...
قاطعت ابي بفرح شغوف .. ابي ما كانت زهرة امي ...
-       لقد كانت زهرة النرجس ... لذلك زرعت لها حوض النرجس الكبير بجانب الأرجوحه ... فكانت تمضي فيه ايام غيابي عنها ...


-       ومرام ماهي زهرتها ..
-       انزل الى العربه .. واعرف ماهي زهرتها ..
 لم انتظر كي اغير ملابس نومي .. ركضت الى نهاية الشارع وتوقفت عند عربة ابي هشام - عربة بائع الورد - 
بقيت اتأمل الأزهار نصف ساعة كاملة ، اشم هذه .. وامسك هذه فأهيم بجمالها ... حتى ادهشتني السوسنة البيضاء .. بنعومتها ونقائها .. بتاجها الذي يأخذك في حلم الى ما فوق السحاب ..
اخذت الزهرة ووضعتها على باب غرفة مرام .. وطرقت الباب طرقات خفيفة وانطلقت الى غرفتي ... هكذا كانت اولى حكايتي مع مرام ...

يتبع ...



الثريا ...




09‏/04‏/2012

فــي جنتــك


فـي جنَّتـــك


 

لا زالت تحيط بي الدهشه ...
احاول الخروج من جنتك ..
اصبع فقط من اصابع قدمي ...
يحاول الخروج من البوابه ...
في غيبوبة انا ... بل في حضرتك ..
عطرك في كل جنباتي يحاصرني ..
وجهك مرسوم في وجهي ..
اراك في مرآتي فأهرب ..
في غرفتي .. تحت لحافي ..
اعلم انك ترتعش من برد الربيع ..
وأعلم انك في بعدي عنك اصابتك الحمى ...
أعلم انك يا سيدي لا تزال تقطف ...
لي باقات الزهور من حديقتك ...
فأنا اراها ...

الثريا 080412   




08‏/04‏/2012

ومضة ذكرى

ومضة ذكرى
 
في نقطة التقائنا وفراقنا..
وبين النسيان والذكرى ...
بين المستحيل والممكن ...
أفكر في ان اهديك شيئاً كي يبقى ...
ماذا اهديك سيدي ...
سأهديك فنجاني الأبيض ...

فكلما ارتشفت شفاهك حرارة القهوه ...
عادت بك السلوى الى ذلك المقهى ...
حيث ارتشفناها بطعم اللقاء ...
واليقين بالفراق ...
وسرعة اللحظه ...
وومضة ..  تركض مقبلة .. وثم تدبر ..
الثريا 070412    

فنجان قهوه



فنجان قهوة
مع فنجان قهوتي الصباحي .. والتي اكتست سمار بشرتك ..
تهمس لي .. احبك ..

اي جنون هذا الذي اعيشه ..
انفاسك لا تزال تتراقص التانغو مع جزيئات دمي ..
ارتعد خوفا ..

ارتجف برداً ..
تنطلق روحي المسجونة إليك ..
عبرات تخرج بلا قيود ..

احبك ..
هي في كل نبضات فؤادي ..
احبك ..

طائر حمام بري حط على شباكي من طول السفر ..
آنسني بتهليلاته ..
كسر قيود زاوية وحدتي ...
وترك فراخه لي احتضنها .. وابتعد ...

الثريا 050412    

02‏/04‏/2012

حكاية عاشق



حكـــاية عـــاشق



وسط بعض من عناد ..
 ووسط بعض من غزل ..
 وسط حب في سبات ..
 استفاق بِيَدِ الضجر ..
 أروِي حِكاية عاشقٍ ..
 عاش يحلمُ بالأمل..
 يعيُد للذكرى حنين ..
 بعد أن رُسِم القدر ..
 خَط في الكفِّ خطوطاً ..
 فما عادَ من العشقِ مفَر ..
 إبتعدنا أو إقتربنا .. ليس نحنُ إلا ..
 بعضٌ من حَكايا سوفَ يرويها القَمر ...


الثريا ..


في 020412