28‏/12‏/2011

صـــراع



صـــــــــراع




وانازع نفسي وتنازعني ، كطفلة شاردة هاربة من دفئ المدفأة ، تحتمي بين ذراعي صدره الدافئ اكثر ...
احاول الإمساك بيدها وجرها الي ، لكنها تفلت يدي بكل قوة وعنفوان ، وتعود تركض في مضماره ... نقظة الوصول هي قلبه ...
تبكي في ركضها ، احسبها تخاف ان يصل قبلها احد ، فأعود الى شطر الطريق عليها ، وأحملها تحت ذراعي بقسوه ..
بعينان حمراوان تتأجج ، في داخلهما نيران من الشفقه المطبقة عليها ، اريد ضربها واحتضانها بلهفه ، اريد اسالة دمائها وتضميد جروحها بيدي ، اريد ان البسها اكليل الياسمين ، واخنقها به علها تتوب عنه ...
ولكنها في غفلة مني ، وامام لمعان يسري في عينه بصمت ، تعض يدي وتركض مسرعة في مضماره اليه ...
فأقع جاثية على ركبتي ان عودي ، ويعلو صوت بكائي حتى تكاد تفارقني اخر نجمات الحياة ..
فتتوقف فجأة ، تنظر الي وعيناها لا يزال فيهما لمعة الإصرار التي بيدي زرعتها فيها ، وتلتفت اليه برهة ... ينظر اليها .. لا يزال صامتا .. فتستجدي منه ان دُلني على المضمار فما عاد واضح المعالم ،
لا يزال صامتا ... هادئا مستكينا ... تتقدم إليه خطوه .. وتلتفت الي عائدة تركض بين ذراعي .. فأضمها بشوق الأم الى رضيعها ..
حسبتها قد اشفقت على ضعفي ... لكني لازلت ارى في عينيها وميضاً .. البسها بيدي اكليل الياسمين .. واضع بين يديها اكليلاً ،
اقبلها ، والف بجسدها كله حيث المضمار لا يزال واضحاً امامي ، واربت على كتفها ان عودي حيث هناك الدفئ فما عاد لدي سوى ثلوج بيضاء منذ ذلك الشتاء القاسي ... وبعض من هدير الحمائم البريه ... وبضعٌ من همساتِه .. احبك ...

ليست هناك تعليقات: