14‏/02‏/2011

القدس
.....


.....
في طريق عودتي البارحة كنت متجهة نحو النقطة التي سوف اقطع الشارع منها الى الجهة الأخرى لأنتظر أخي كي يقلني معه الى المنزل،،، قررت ان اشتري عصيرا كي نشربه معا ...
وبالفعل دخلت الى (السوبر ماركت) واتجهت الى ثلاجة العصائر كي اختار ...
اخترت علبتي عصير احداها بالتفاح ... وذهبت الى المحاسب كي ادفع الحساب ...
في اثناء اخراجي للنقود .. سمعت العامل الذي يعمل في وضع المشتريات في الأكياس يسأل رجلا طاعنا في السن يقال له ابا كريم ...
ويقول له ..
يا أبا كريم ... كيف رأيت الضفة ( كان الواضح من السؤال ان ابا كريم قد عاد في وقت قريبا من فلسطين )
وانا لم ازل ابحث عن النقود في حقيبتي ، وبصراحة انا اترنم على سماع اخبار الضفة (فلسطين معشوقتي) ... فتباطأت في اخراج النقود
والمهم ان أخينا المحاسب في المحل قفز يقول ( يا أهبل ابو كريم ليس من الضفة .. ابو كريم من القدس وينتقل بين القدس والضفة )
تبسمت وانا مطأطأة الرأس .. كي لا يلحظني احد
ولم يزل النقاش دائرا بين الإثنين ابا كريم من القدس ام من الضفة ...
وابا كريم بينهما لا يتنفس ببنت شفة ...
لم استطع السكوت اكثر فقد اعتصر قلبي الألم ويجب ان اخرج بعد ان احاسب الرجل ..
اعطيت المحاسب المال في غمرة اندماجه في النقاش ... وقلت وهل صارت القدس الآن ليست من الضفة وفلسطين ... هل قسمت وحذفت من خارطة الضفة ...
ظهرت على المحاسب علامات التفاجئ والدهشه وهو يعيد الي الباقي من النقود ...
ثم استدرك بعد ان قوي صوته وانتشى من هول السؤال الذي وقع على رأسه (ولو انه يغازل فتاة بهذه القوة لركعت على ركبتيها امامه ) ...
يا أختي لم تعد القدس لنا لقد اخذوها ... سكت من حيائي وتمتمت بيني وبين نفسي هي لنا رغم انف كل من قال ليست لنا ...
وتحركت متجهة الى الخارج .. ولكن صوته لم يسكت ..
كان يقول ... لقد اخذوها ولولا هذا الرجل الكريم ( ابو كريم ) وغيره ممن لازالو متمسكين بها وبزيارتها لنسيناها ...
طوال الطريق وانا ابكي ... لم استطع منع نفسي من البكاء ....
القدس لنا ... حتى لو اخذوها .. ستعود لنا ... لقد وعدنا الله بهذا ...
لماذا خنعنا وذللنا انفسنا الى هذه الدرجة ... حتي بيننا وبين انفسنا صرنا نعترف انها لهم ...
لماذا ...
هي لنا رغم انف كل من قال ليست لنا لقد اخذوها ....
من مذكراتي في 06 يناير2011 

ليست هناك تعليقات: