09‏/07‏/2011

ذهب مع الريح


ذهب مع الريح




في لحظات انكسار قاسيةٍ أُحسها تَشُجنِي... اتجرعُ فيها كأساً وكأنه العلقم ... من خليط فاكهةٍ كانت في الماضي من ألذِ أنواعِ العصائرِ التي أعشقْ ...

لكلِ صنفٍ  فيها لونٌ ومذاقٌ غامضٌ يختلفُ عن كلِ شيءٍ كنتُ عرفتُه ... و كنت أَحسبُ أنَه لم يفهمهُ سواي ...  والآن أنا لم أَعد أَفهم شيئاً ... سوى أَنني كنتُ قَزَحاً من الكلامِ المطيَبِ ، فأعيش حالة من الانكسار لن تعيدني الى سابق عهدي ابداً ...

أرمي برأسي المثقل إلى الوسادةِ التي لطالما سمعت شكواي ... هذه التي نزفت دمعاً ما نزفته في ثلاثةِ عشرة سنة ماضية ...

ما بال تلك الذكريات لا تريد الانخراط َ في دهاليز الزمنِ المنسي ... وكأنَها تعاقبني بذنب لم أقترفه ...

عينانِ حمراوانِ لا تكادانِ تريانِ الطريق ... والزُرقةُ تكشِفُ عن الأسرار ... ماذا دهاها تلك العينين تعشقُ زُرقتَها !... والسهرَ والمُكابده !! ... أيعقلُ أن يصدِق عقلُ ذلك الصراعِ الجسدي الروحِي ؟...

اشراقةُ الصُبحِ تُنبئُ عن أنفاسِه التي تنفسها الفجرُ، فألقى بها إِلى قلبي ، تتهافتُ الي رئتي تهافتاً ... وكأنها تسابقُ الزمنَ كي لا يسبِقها ، فيمنعها من التقدم ...

في تِلك الزِقاق .. وفي تلك الطريق المؤدية إلى الشمسِ كانت خطواتُه ... وفي مكان كل أثرِ قدمٍ زُرِعَتْ ياسمينةٌ سقاها من عرقهِ المنسكبِ على الأرضِ نبيذاً من الجِنان ... لا يُسكرُ ولا يُذهبُ العَقل .. لكنه أذهب عقلي ... واعجباه !! ...

ظِلٌ يُماشيني حيثُما ذهبت ... وفي الليلِ هو ظلُ القمر ... أتُراهُ يكونُ أنا ! ... أم أنا هو ؟... لم يعد هناك فرقٌ ... فقد ذهب مع الريح ...

وربما دفنتُه في قلبِي إذْ لا مأوى له سوى هُنا ... حيثُ كان يقطُنُ دائماً ...

ما آلمهُ ذلك الحبِ في زمنٍ الحرب ... وما أشدَه مَشْجاً .

الثريا في 090711

ليست هناك تعليقات: