22‏/10‏/2011

وبعد البعد تباعدنا



وبعد البعد تباعدنا

لا أعلمُ لِمَاذا تُلقِي اقدارنا بنا على شواطِئ الغيابِ دوماً ،، وفي كل مرةٍ بعد التلاقي يكونُ الغيابُ أقسى ،،، فهي تقتُلنا ببطئٍ كي تستمتع برؤيتِنا نَتَلوى ألماً ،،
كمَن يضربُ بخنجرٍ مسموم ،، فيموتُ المطعونُ رويداً رويداً ،، وكم هي الحياة مجحفةٌ في حقنا ،،
رُبَّما نُمنِّي النفسَ باللقاءِ القريب ،، ونحاولُ استيعاب حياتِنا ،،علها تحاولُ استيعابَنا ،، وإعطائَنا بعضاً من البعض ،، لا الكُل ،، فنحنُ لسنا جشِعين أبداً ،،
ولكنَّ أرواحنا صارت هشَّة ،،، تعِبه ،، تحاولُ السًّفر حيث النجومِ هناك ،، علها تعانقُ الأحبة ،، علَّها تعاندُ الغيابَ يوماً ،،، علَّها تكسرُ حاجزَ صمتِها ،،، علَّها تَغزو أشباحَ الاشباحِ المجهولةِ الماهِيَّةِ ، القادمةِ من بعيد ،،
ما أصعبَ الوقوفَ على الأَبواب ،، ما أصعبَ النظرَ في مرآتِ الذات ،،، وما أقسى الولوجَ إلى حُجُراتِ القلب ،، واكتشافِ كم من أنهارِ الدِّماءِ تسيل ،،،
وفي سماءِ القلوبِ لايزالُ الليلُ معتِماً إلا من ضوءٍ خافتٍ يَأتي من بعيد ، يسرِّبُ إلينا بعضاً من الأملِ الذي يُحاولُ الغيابُ جاهداً أن يُواريَهُ عنَّا ،،،
ونَتقَوقعُ حولَ أنفُسِنا ،، في امتزاجٍ مُخيف ،،، تحتَ تلك النُّقطةِ من الضوء ،، متعامِدين معها في نُقطةِ المَركز ،، ربما كي نحسَّ بدفئِها حتى ولو كانت بعيدة عنا ،، ورُبَّما لأننا نخافُ من ابتعادِها عنا فنبقى مُراقِبين لها ،،
ولكننا في نهايةِ الأمرِ نعودُ لواقِعِنا الذي تباعدنا فيهِ بعدَ أن تباعدنا ...
لكل من لعب الغياب به أهدي هذه الزهرة
في 221011 الساعة 3:00 عصرا

ليست هناك تعليقات: