02‏/02‏/2011



أعتذر أيها الرصيف
.....



اليوم كان من الأيام المميزة بالنسبة لي ،ففيه عرفت معنى كلمة (على الرصيف ) ، نعم خرجت وقد كان السواد يكتنف طريقي ، تائهة الفؤاد حبيسة الدمعة ، أخفيها عن الناس بنظارة سوداء ككل ماهو حولي ،كنت محتاجة للمشي كي افرغ بعضا من براكيني المنصهرة في اعماقي ،وليس في عقلي سوى سؤالين ،لماذا و متى؟ ،
تصهرني الشمس بأشعتها كنت احس كل شيء من حولي يعاقبني ويتخذ معي طريق الضد ، نسمة الهواء تضربني الصفعة تلو الصفعة ،الناس من حولي اشباح بلا معالم،
والشجر تتكاثر عليه خفافيش الليل ،
وعطشى ، وآه كم كنت عطشى و انهار العالم كله حرمتني الإرتواء ،
ماذا بقي لم يبقى شيء في هذا العالم لم يعاندني ،
واخيرا وبعد نصف ساعة من السير ارى كرسيا على الرصيف يحتمي تحت ظل شجرة،
جلست عليه ، بعد أن تعبت قدماي من المسير ، واسندت ظهري لظهره ، لا زالت دموعي حبيسة ، كلما حاولت النزول صاحبتها آه مخنوقة ، تعتصر احشائي كلها ، تقتلني ببطئ شديد ، وتستل روحي استلالا ، ويحي من هذه الآهات المختنقة ،
 أنظر إلى السماء علي أجد طوق النجاه ،
 إلهي لم كتبت علي هذا العذاب ، إلهي ألن يأتي النهار ، أما آن لهذا التعب وتلك الآهات أن تغادرني بلا رجعة ، ألن يتوقف نزف قلبي أبدا ،
وتلك الرأتين ماعادا يصلحان لشيء ، فليس هناك هواء نقي ،
إلهي قد وقفت ببابك استجديك وأنت أهل الكرم والعطاء والجود ،
فهل ترد فقيرا ظلم نفسه ،،،
انظر الى الناس الكل يركض يتسابقون الى سيارات الأجره او إلى مواقف الباصات ، طفل صغير وقع فتمسكه أمه بحنان لتنفض الغبار عنه وتواسيه ،ثم تمشي بهدوء ركضته ، أما أنا فكأنني غريبة من المريخ نزلت الى هذا الكوكب ،
ينظرون إلي فتعلو محياهم نظرة الإستغراب! ،
وأحيانا تجتازها الى الدهشة! ،
ربما رأو وجهي المصفر!،
أو ربما لأنني لا أركض! ، ولماذا اركض ؟ ،
أحني رأسي في خضم هذا كله كي انظر إليك أيها الرصيف ،
كم من واحد جلس مكاني هاهنا ، وشكى لك وجعه وأتمنك على سره ،
أو انتظر حبيبته عندك فكنت اول من دون قصة عشقهما ،
كم تحملت من الهموم، وكم حفظت من الأسرار، ولا زلت صامدا ،ولازال قلبك يتسع للجميع ،وكم نزفت من وجع القلوب وكم تحملت من اذى اللامبالاة ،،
استبيحك عذرا من اثقال رميتها عليك ،
ولكن اسمح لي سأعود إليك كلما هدني المشوار ...

من مذكراتي في 28/8/2010

ليست هناك تعليقات: